Saturday, June 23, 2007

مشاريع المقاومة.. في مواجهة مشاريع الهيمنة


ما تواجهه الأمة اليوم، من مشاريع هيمنة متعددة الأصناف والأطياف والأهداف في مناطق متعددة من العالم الإسلامي يستدعي وجود مشاريع مقاومة مضادة ـ على مستوى الأمة أيضاً ـ يشارك فيها الجميع باعتبار أن مشاريع الهيمنة تستهدف الجميع. وكما أن سِمة مشاريع الهيمنة العالمية اليوم ـ وفي مقدمتها المشاريع الأمريكية ـ أنها مواجهة شاملة للأمة الإسلامية سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وحضارياً؛ فكذلك ينبغي أن تكون مشاريع المقاومة شاملة سياسياًً وعسكرياً واقتصادياً وحضارياً.ولكن المشكلة أن المواجهة الصهيونية الشاملة ـ أمريكية وإسرائيلية ـ جاءت للأمة على حين غِرة، وهي في أضعف حالاتها على المستويات الرسمية الجماعية، ولكن هل يعني ذلك التسليمَ بالهزيمة والركوعَ تحت أرجل الطغيان؟! كلاَّ؛ فهذا الأمر إن كان يناسب بعض الأمم كالألمان واليابان إبان الحرب العالمية الثانية؛ فإنه لا يتناسب مع هذه الأمة التي لا يزال الجهاد ماضياً فيها إلى يوم القيامة.كثيراً ما يتساءل الناس عن دور يمكن أن يؤدى إبراءً للذمة في وجه الهجمة التي تعصف بالأمة، مع أن الأدوار ـ في يقيني ـ من الكثرة بحيث تسع مئات الملايين من أبناء هذه الأمة الذين يصيبهم شرر مشاريع الهيمنة شاؤوا أم أبوا، في ذواتهم أو في أبنائهم وأحفادهم. فالأدوار موجودة، ولكن الهمم لتحملها هي الضعيفة أو المفقودة. وإلاَّ؛ فإن الوجه الحضاري والثقافي من مشاريع الهيمنة يحتاج إلى مئات المشاريع لملايين الأفراد لكي يتسنى التصدي للهجمة الثقافية الحضارية.والوجه الاقتصادي من مشاريع الهيمنة يحتاج إلى دور لكل فرد في مقاومة اقتصادية ـ سميناها حيناً (المقاطعة) ثم قاطعناها قبل أن تستكمل دورها.والوجه السياسي لمشاريع الهيمنة يحتاج إلى جهود ورؤى ومقترحات السياسيين والاستراتيجيين لتفعيل مقاومة سياسية على المستوىات الرسمية وغير الرسمية.أما الوجه العسكري من مشاريع الهيمنة، فلن يكفَّ شرَّه، ويوقف شرره إلا مقاومة عسكرية تقام بها الشِرعة الجهادية التي تمثل في حد ذاتها مشروعاً مستقلاً للمقاومة، يكاد أن يغطي ـ إن أُحْسِن أداؤه ـ على بقية الوجوه المطلوبة للمقاومة، ويكاد يقضي ـ إن استمر بقاؤه ـ على كل أشكال الهيمنة.إننا نفهم الجهاد ـ ذورة سنام الإسلام ـ على أنه مشروع رباني متكامــل للتغييــر، وأي عمل يأخــذ شــكل الجهاد وهو لا يحمل مشروعاً واضح المعالم راجح الخيارات، محسوم الخلافات، مأمون العواقب على المسلمين من جهة رجحان المصلحة على المضرة؛ فإن النفس تتردد في وصفه بالمشروعية. صحيح أن ظروفاً قد تُفرض على المسلمين فرضاً، كما حدث في فلسطين وما حدث في غزو الروس الأول لأفغانستان، ثم غزوهم للشيشان، ثم غزو الأمريكيين ثانياً لأفغانستان، ثم غزوهم للعراق، بحيث تحتم هذه الظروف على المسلمين أن يتحركوا حتى لو لم يكتمل اتضاح معالم الجهاد الشرعي المطلوب، ولكن تلك الظروف لها تكييف شــرعي مختلــف باعتبارها جهـاد دفع لا جهاد طلب.ليس المقصود هنا الخوض في فقه الجهاد ومسائله الشائكة التي لم تأخذ حقها ـ للأسف ـ من جهود العلماء المعاصرين مع شدة حاجة الأمة إليها وتجدد النوازل الفقهية فيها، ولكن المقصود أن نقرر أن خيار الجهاد والمقاومة الإسلامية في وجه مشاريع الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية والروسية والهندوسية، لم يعـد يحتمــل القيــل والقال؛ فهــو الآن قضيةُ: أن نكــون أو لا نكون، أن نحيا مؤمنين أعزة أو نبقى عصاة أذلة.وهنا، لا يصلح أن تترك ساحات الجهاد الحادة والحرجة في العالم الإسلامي لبضع مئات من الشرفاء المضحين بكل شيء، في مقابل مئات الملايين الذين قد لا يقدمون أي شيء. إننا نلحظ تفاقم هذه الظاهرة كلما زاد الخطر وازدادت العداوة، وهذا أمر محيِّر؛ إذ كيف تجتمع الأمة كلها منذ أكثر من ربع قرن وراء الجهاد ضد الروس في أفغانستان، وتكاد تنفضُّ اليوم عن أخطار أكثر وساحات أكبر في فلسطين والعراق والشيشان؟ وكذلك أفغانستان نفسها التي يكاد عموم المسلمين اليوم أن يقولوا ـ بلسان الحال لا المقال ـ إن غزو الشيوعيين لها كان من المنكرات المحرمات، ولكن غزو الأمريكيين لها ـ بعد ربع قرن ـ من الجائزات المباحات!!قد يقال إن المعادلات الدولية، والأجواء السياسية الإقليمية وقتها كانت تسمح بذلك، والجواب في سؤال مؤسف هو: إلى متى لا يتحرك عموم الإسلاميين إلا بإذن من المعادلات الدولية والأجواء الإقليمية؛ بحيث يجتمعون مرة على دعم المقاومة الأفغانية ثم ينصرفون، ويتداعون تارة لدعم الانتفاضة الفلسطينية ثم ينفضون؟!! ويتحمسون أخرى لدعم القضية الشيشانية ثم يفتُرون! أين استقلال الإسلاميين إذن في عصر اضمحلال الاستقلال؟ونعود إلى مشروع المقاومة المشروعة: إن وجوب طرح رؤى جديدة وسديدة لتقويم أداء المقاومة الإسلامية والجهاد المشروع في ساحات التحدي القائمة لا ينطلق من خيالات وتوهمات، بل هو أمر دين، يقسِّم تكليفاته على كل مكلف.. نعم! (على كل مكلف) بحيث يقوم الجميع بدورهم بحسب المشروع والمستطاع من الأعمال.ونحن على يقين ـ مع كل هذا ـ أن بركة الله تتنزل في الجهود القليلة، حتى ولو خُذل المجاهدون والمقاومون من بقية المسلمين، ولكن هذه البقية ستدفع الثمن ـ ولا بد ـ خذلاناً إذا استمر خذلانهم، وضعفاً بقدر ضعف تأييدهم ودعمهم، ولهذا فإن العمل على إنهاض الشعوب لدعم مشاريع المقاومة، لمقاومة مشاريع الهيمنة هو خدمة للأمة كلها؛ لأنها الآن.. والآن فقط... مستهدفة كلها، كما لم يحدث في التاريخ من قبل.` بشارات ونذارات: شاء الله ـ تعالى ـ أن يرينا ثمرات جهود الفئة القليلة التي تغالب اليوم الفئة الكثيرة في ساحات متعددة؛ ففي أول منازلة إسلامية للأمريكيين على أرض العراق، وفي أول صدام حضاري وعسكري أمريكي مباشر مع المسلمين على الأرض، هُزم الأمريكيون عسكرياً، وانكشفوا حضارياً، كما فُضحوا إعلامياً على المستوى الدولي والمحلي، ومُنُوا بانتكاسة لها ما بعدها في الجولة الأولى من الحرب العالمية الأمريكية التي يرى بعضهم أنها قد تستمر لمدة أربعين عاماً.نعم!.. هُزم الأمريكيون عسكرياً عندما أخفقت جحافلهم البرية في اقتحام مدينة صغيرة ـ هي الفلوجة ـ بعد أن حاصروها شهراً، وأمطروها بمقذوفات الطائرات العنقودية والانشطارية المحرمة دولياً، وانسحبوا منها مخذولين مدحورين دون أن يدخلوها.ـ وهزمت أمريكا حضارياً، عندما بان للعالم حقارة الحضارة التي تدعي تكريم الإنسان، وظهرت سخافة الثقافة التي يبول جنود «التحرير» على الآدميين المحبوسين ويسلطون الكلاب على العراة المقيدين في وضاعة وخسة لم تصل إليها القرود في الغابات والخنازير في الزرائب.ـ وهزمت أمريكا إعلامياً على المستوى الدولي عندما صرح ساستها وصرخ قادتها، بضرورة كتم أنفاس الإعلام الحر ووضع حد لـ (الجرأة الإعلامية) التي تميزت بها بعض المنابر العربية ـ كقناة الجزيرة ـ وهي تكشف بتغطيتها للأحداث الأخيرة فضائح وفظائع الاحتلال الأمريكي للعراق.ـ وهزمت أمريكا، عندما اكتشف الشعب الأمريكي أن قادته «الأحرار» يكذبون عليه، ويسخرون منه، ويخفون عنه حقائق كبرى تتعلق بمصيره (المقدس) ورفاهيته (المعبودة)؛ وذلك عندما كُشف عن صور مئات الجيف لهلكى الحرب الأمريكية المسعورة التي أصر مشعلوها ـ وعلى رأسهم وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ـ على عدم السماح بعرضها على الرأي العام العالمي والأمريكي، حتى لا تصاب هيبة (النسر) الأمريكي بالاهتزاز، عندما يراه الناس وقد تحول إلى خفاش ذليل منكس الرأس إلى أسفل والدماء الملوثه تسيل من أنفه. كل هذا حدث في زمن قياسي، وفي وقت قريب قبل أن يكتمل العام الأول على الجريمة الأمريكية في حق الشعب العراقي.ولكن ما أصاب الأمريكيين على أرض العراق مؤخراً، وإن كان كبيراً وخطيراً على المستوى الحضاري، فإنه على المستوى العسكري لا يزال مجرد خموش وخدوش على وجه الطاغوت الأمريكي الأزرق؛ صحيح أنه يقض مضجعه ويؤرق أحلامه، ولكنه لا يعطل مسيرته ولا يوقف أطماعه. فرغم حديثنا عن هزيمة أمريكا في جولة الفلوجة من الناحية العسكرية التكتيكية، إلا أن الحديث لا يزال مبكراً عن هزيمتها في العراق وما حولها استراتيجياً؛ فلا تزال مشاريع الهيمنة الأمريكية تتقدم في اتجاة تحقيق الأهداف الاستراتيجية التي من أجلها كان احتلال العراق حتمية أمريكية وضرورة إسرائيلية تم الفراغ من إقرارها منذ سنوات عديدة، لتكون منطلقاً إلى مشروعات هيمنة أكبر وسيطرة أوسع على العالم الإسلامي، بل على كل العالم.` استراتيجية المقاومة في مواجهة استراتيجية الهيمنة:هناك ثلاثة مشروعات استراتيجية كبرى مطروحة الآن من أطراف في الإدارة الأمريكية الصهيونية للهيمنة على العالم الإسلامي،

4 comments:

ibn nasser - ابن ناصر said...

رائع ..مقال رائع فعلا
تحياتي

قومى الى الابد said...

الف شكر يا ابن ناصر بس والله الواحد اليومين دل هيموت من الخنقة مش للدرجة دى الل بيحصل الله يرحمه من ساعة ما سابنا وهو سابنا لشوية كلاب وعملاء

dody said...

iam so proud af u ,continue your good work but take avery good care of your self and this is avery good article

dody said...

iam so proud af u ,continue your good work but take avery good care of your self and this is avery good article